تتميز معتمدية عين دراهم بغطاء نباتي هام ومتنوع خلق مواطن شغل ظرفية لسكان الغابات الذين استقروا في الأرياف،إلا أن الاستغلال الجيد لهذه الثروة في المجال التنموي يصدم بجملة من المعوقات خاصة منها التشريعية والمتعلقة أساسا بمجلة الغابات التي مثلت بعض فصولها حاجزا في استغلال هذه الثروة الهامة،إلى جانب الإشكاليات المتعددة التي تعترض أصحاب أفكار المشاريع من الشبان منها الإدارية والعقارية.
الغطاء النباتي المتنوع بالجهة قادر على الحد من ارتفاع نسبة البطالة إذا ما تم تشجيع المستثمرين على بعث المشاريع فمثلا شجرة الفلين توفر عديد المنتجات الأخرى ذات القيمة الاقتصادية العالية أهمها الخشب بنسبة 30% تقريبا من مجموع الإنتاج ونحو 40 بالمائة من الإنتاج الجملي للعلف إلى جانب عدة أنواع من الفطريات ومنتجات أخرى كالزيوت الروحية،إلى جانب أهمية الزيوت النباتية والطبية وأهمية الإقبال عليها والتي تحتاج أيضا إلى هيكلة وتنظيم بالإضافة إلى جودة الصناعات التقليدية من المنتوج الغابي.
أهمية هذه الثروة الغابية واستغلالها في الجانب التنموي مازال متواضعا فهل من حلول تنهض بالتنمية في القطاع الغابي ؟
الحلول تكمن في تغيير بعض الفصول في مجلة الغابات لتمكين المتساكنين من الانتفاع بالمنتجات الغابية وضرورة تهيئة المسالك الفلاحية لتسهيل عملية التنقل واستغلال المنتجات والأراضي الغابية والفلاحية إلى جانب تمكين المجامع من انجاز أشغال غابية دون المرور بالصفقات العمومية بالإضافة إلى تشديد العقوبات على المخالفين الذين يستغلون الثروة الغابية بطريقة عشوائية مع توفير مصادر تمويل للباعثين الشبان وتشجيعهم على ترويج منتجاتهم.
الاستفادة من الثروة الغابية للمتساكنين والتشجيع على الاستثمار في هذا القطاع من شأنه أن يحد من ظاهرة الحرائق والاستغلال العشوائي لثروة ظلت سجينة مجلة الغابات التي تنتظر إدخال تحويرات جوهرية على بعض فصولها.
عمار مويهبي